
وما أنا من دكالة غير أنني * * * نسبت إليهم نسبة الصدق في الحب
كنسبة سلمان لبيت نبيه * * * وما كان في قبيل منهم ولا شعب
جزا الله خيرا ملة أخرجتهم * * * من الناس إخراج الحبوب من اللب
هي أجمل ما قيل في قبائل دكالة من قبل الإمام البصيري صاحب أروع قصيدة في مدح الرسول وهو الذي لم ير إلا أخلاقا حسنة من حجاج دكالة عندما مروا من مصر ضيوفا يبتغون فريضة ، فأكرمهم وأنشد فيهم حقا ، فما بال سياسينا الجدد من حجاجنا القدامى ، ونحن نعاشرهم صباحا مساءا وهذه الأبيات التي لم تخلد بدكالة ولكن الذي خلد هي تبرويلات : “وا عمر الدكاكل ماتشوف الذل والغادي الجديدة .. وا ديني معاك هاهاه” بفتح الفاه مع الأسنان، نعم نعتز بها لما أجبر الداني والقاصي للإعتراف بها ،وانا أكثر المعتزين بها من جهة الأم وقد أُنْشِدَتا عندما كان الجوع و الأوبئة ينخران جسد المغرب والأندلس وعندما خبروا دكالة في المقاومة والنضال فوجدوا في دكالة موطن أمن و كلأ لهم ولبهائمهم لكني أراها الآن موطنا لإغنائهم وفي هذا تستعمل من طرف ورثة البرطقيز للربح والإستغلال واسمحوا لي أن أقول هذا عن نفسي أنني رأيت الذل وأنا الذي لا أنام من لسعات الناموس والباعوض وأستيقظ على روائح وركام الأزبال وقرضت شعرا بدون جدوى ولأجل ذلك فلا يأتي أحد وينشد لي هاتين المسكرتين ليغتني من ورائهما مالا ويدعي مجاملة وأنا الراقص في المواسم والمهرجانات في مواجهة تلويزاته فاتركوني أكنس بابي وأواسي طارق كرمي فلعنة الله على من يمدحني في راهني مقابل عطائي ولعنة الله ألف مرة بمن سيأتي به ليسمعني هاتين الأنشودتين ويتركني أنشد وراءه : لله يا العالي لمن خليتيني’
أنا الصحراوي الدكالي الذي خبرتموه
ولكنني أصدح بما عانيته وما عانيتموه